القزم

يقدّمُ بارلاغير كفيست رواية فارقة في تاريخ الأدب السّويدي وذلك لتناولها لأحد أهم الجّوانب التي تؤرّقُ الذّات الإنسانية والعلاقات البشرية. فيكولين، قزمٌ يعيشُ في بلاط في القرون الوسطى، مهمّتهُ أن يسلّي ويمتعَ من في البلاط، ولكن هذه المهمّة تأخذُ بعدًا آخر، فيتحوّلُ ذلك القزم إلى حاملٍ للواءِ معالجة الأمراض المحدقة بالإنسان، فيقدّمُ دروسًا تحفرُ عميقًا في معنى الحياة ومعنى الحب ومعنى الحريّة ومعنى استغلال الإنسان وترويضهِ كي يتحوّلَ إلى أداة للتسلية ولامتصاص حقّه في الحياة. يمكنُ إسقاطُ هذه الرّواية على حياة كلّ منّا، ما دام الإنسان قزمًا ضعيفًا أمام وحوش بشريّة مهمّتها الوحيدة أن تنال من نظرات الإنسان وحقّهِ في أن يكونَ إنسانًا ولو للحظات عابرة.